عروسًا لـ قبائل الفجر
قصيدتي التي يرددها صوتي
أعيريني شفتيك
حتى أكمل باقي أبياتي
دعيني أصففها سطوراً
أنحت جوفها لـ كلماتي
و أجعلها جيوب تحمل بداخلها كل أوراقي
كلما جاع حبري لدفء الأبيات
سعى إليها مهرولاً يثقب الأطراف
لـ تسقط رويداً على جفاف قلمي
فـ يمد الدفء منها إلى يدي
لـ يهز جذع الشوق بداخلي
ويقرع طبول حصادكِ
يا سنبلةٌ زرعتها في كف الشوق
تعالي إلى ربيع صدري
واقطفي زهور الشتاء الحبلى بمائكِ
تعالي بلا أجنحةٌ
وخذيها من أضلعي
.
.
لـ تُهاجري بـ أسراب شوقكِ في سمائي
تعالي وشيدي صومعة تراتيلكِ بداخل قريةٌ
بنيتها في حجرات قلبي
وطليت أركانها بـ عطرك
لـ تفترشي تفاصيلكِ في ذاكرتي
التي تشبهه المطر
حين يسقط فوق براعم الشوق
فـ تنبت فوق أصابعكِ
و يغسل التوت
الذي نبت فوق أغصان امتدت من شفتيكِ
وحين يتسول على الشرفات لـ يحمل معهُ
أمنيات ظلت تستيقظ الليل
لتعرج بها في أزقة العاشقين
ويبلل ثوبك الذي يخشى الهروب
من جسدك فـ يلتصق بكِ حنينًا
فـ التصق بهِ جنونًا
حتى يجف من حرارة عشقي
تعالي إلي واتركيني أشاغب المطر
وأرتب عبث قطراتهِ فوق وجنتيكِ
وأقتص منه كيف يقترب من شفتيكِ
ويتسلل إلى عينيكِ
دعينا نتقاسم قطراتهِ
أجمعها في قنينة قلبي
التي غسلت وجهك فـ ازدادت بهِ طُهراً
واجمعي في قناني شوقك
ما احتفظت بهِ يدي من بلل جسدك
.
.
وحين تمتلئ قنانينا عدلاً
دعينا نصمت بـ أمنيةٌ تحتها
و نطعن قطرات المطر بلذتنا
لـ تأخذني تلك الأمنيات في زفير أنفاسكِ
و يأخذك الحُلم في شهيق أنفاسي
و مآذن الحنين
ترتفع بصوتها نداء لكِ
حينها أأخذكِ في ضباب الأماني
عروسًا لـ قبائل الفجر
و ظلالاً تحتضن رؤوس الجبال فـ تدفئها
دعيني أأخذك كماء أرتويهِ
فـ تتنفسهُ مساماتي خريراً
يشق مسامع خلاياي فـ تتهجد بكِ
وأخذكِ كا خطايا العشق
التي تُغفر في حُرمات شهقاتكِ
فـ عندها أغمسينيِ في حُلم شهقاتكِ
وخُذيني كحروف هجاء
تُشكل بجميع الحركات وأعربِيني في قلبكِ
فعل أمر أشتد بنيانهُ في هواك
ومضارع أستتر خلف سرادق قلبكِ
وماضي مبني في جدار روحك
وإقرأيني
رواية ضاعت حروفها فوق جسدي
واحمليها إلى حُلمك
ولا تطوي صفحاتها حين تغفين
خذيني ك كل الأشياء
التي تذوب ك سُكراً وحلوى على شفتيك
وك عنقود أرتشفتيهِ
بين أصابعك خمراً يذهب عقلكِ
.
.
خذيني ك تاريخ وأرقام وعلوم الحساب
التي تدون في سجلات قلبك
وك أمنيات تراود خيمات الليل
تبقي النجوم مرضعةٌ لها
وك عطراً ذاب في ثواني الوقت
تتنفس الساعات بهِ
خذيني وردة لقاء
أول جفت بين صفحات الذكريات
و ثوب ليل قدهُ الفجر ليوقظ حلمًا أمتد مابين خصرينا
واجعلي صدري
مرآة تـ تبرجي فيهِ
لـ أقرأ تفاصيلكِ وأرسمها خارطة لـ وطني
الذي ارتمت حدودهُ فيكِ
وكتبتُ قصائد المديح والهجاء والولاء
والجنون والغناء والعشق والشقاء
.
.
حتى أفلست حروفي
وتتسولت بها على حدود شفتيك
وعند مرافئ عينيكِ
فـ حملت أوراقي في جيوب ثوبي وأتيتكِ مستجديًا
أن تشُقي جيوب أسئلتي وتُجيبِ
لما كل الحروف تمطر عندما تأتين
وكل الأزهار تنبت عندما تشرقين
وكل الفراغات تمتلئ عندما تتنفسين
وكل الضلوع تستقيم عندما تنبضين في قلبي
وكل شيء يصبح لا شيء عندما تتحدثين
أتعلمي يا شفاه قصيدتي المغناة
لا شيء يشبهك
في الكون سوى المطر بكل تفاصيلهُ
وكل الروائح المعتقة فيهِ بـ الذكريات
التي تلجمني وتُخيطني في عينيك منتظراً
أن تجيبي فقد تهدهدت أسئلتي في رحم انتظارك
فـ كوني بخير سيدتي
فـ أنتِ قصائدي التي كلما انتهت
حروفها عند بيتًا ابتدأ من جديد
لـ أكتب أبيات ممتدة بطول الأفق لا تنتهي