فلفلة فلفلة مشرفه عامه
عدد المساهمات : 904 تاريخ التسجيل : 01/06/2011
| موضوع: التمايـــــــع مع الحــــــق الخميس 02 يونيو 2011, 19:48 | |
|
التمايـــــــع مع الحــــــق
ليست العبرة باختلاق الكثير من الأعذار في عدم قدرتك على القيام بواجبات ذلك الحق الذي تعتقد ، والذي وهبك الله فرصةَ عمرٍ محدودةٍ ؛ ليرى كيف سيكون قيامك به ، وإنما العبرة بتلك المفاصلة التي يجريها علام الغيوب المطلع على ما في القلوب ؛ المحصي من أعمالك الحسنات والذنوب ، حين يزن أعمالك بميزان الحق الذي لا يظلم ولا يجور ؛ فمن أحسن القيام بعمله كان له من الله البر والإحسان ، ومن أساء ؛ فلن تجدي منه الأعذار ؛ مهما تحايل في النكران ؛ وذلك لأن الله اختص سبيله ومنهجه بسمة الثبات ، فلا تعتري مبادئه التغيير أو النقصان مهما تغيرت الدهور أو الأزمان ، فمن أطلق العنان للترخص في الأحكام ؛ بسبب ازدياد فتنٍ أو تغير وضعٍ فأحلَّ الحرام ، وحرَّم الحلال ، وصاغ لنفسه منهجاً ، توهم فيه الموافقة لرضى الرحمن ؛ ساءت والله سريرته وخاب والله عمله ، وأضحى مهيأً لأن يرد بنفسه موارد سوء الخاتمة التي لا فلاح بعدها أبداً ، وذلك لأن الله لا يُخدع ، ولا يرضى لمنهجه أن تجري عليه الأهواء ؛ فمن شاء زاد ، ومن شاء أنقص وكأنه ليس برب الأرباب ، الذي يعلم من الغيب ما هو كائن إلى يوم الحساب ؛ والذي جعل من منهجه لعباده زاداً لا يُحتمل معه النفاد ، ومرجعاً لا يضل معه العباد ، وإنَّما وَفَقَ لفهمه من أخلص الاتباع ، وأسلم تَعَبُّدَهُ لربه بلا ابتداع ، أما من ظن في منهج ربه النقصان ، وتوهم قدرة عقله المحدود على جبر ذلك النقصان ؛ كانت الخيبة والتعاسة _ أيضاً _ نصيبه بلا أدنى نقصان ؛ لأن الله ما زاده إلا ضلالاً فوق ضلاله ، وزيغاً فوق زيغه ؛ فلم يعرف للهداية طريقاً ولم يعرف للحق سبيلاً ؛ وذلك لأن الشيطان لا يضل العبد إلا من خلال سبيلين لا ثالث لهما ، هما :
( الشبهة أو الشهوة ) فمن اشتبهت عليه الأمور ، واغتر بعقله ، وظن فيه القدرة على النجاة دونما استرشاد بالوحي ، غاص به الشيطان في وحل الضياع ، وضل من هذا السبيل ، أما من تحكمت فيه شهواته ، وأضحى التكليف أثقل شيء في حياته ، فأحب أن يتخير لنفسه طريقاً ميسراً ، يجمع فيه بين شهواته و مرضاة ربه !! فصاغ لنفسه منهجاً ما أنزل الله به من سلطان ، ظاناً بذلك أنه قد وفق بين الأمرين ؛ فإن الشيطان قد سلك به أيضاً سبيل الهلاك من هذا الباب ؛ وذلك لأن الله لا يُعبد إلا بما شرع ، ومن ظن غير ذلك فهو واهم ، لأن الله قد جعل لعباده شرعةً ومنهاجاً يرجعون إليه متى اختلفوا ؛ وينهلون من نبعه متى ظمئوا ؛ حكمةً منه ورحمةً بعباده وإلا ساغ لكل أحدٍ أن يُشرع لنفسه ما شاء ، ثم يدعي أنّ ما شرَّعهُ سبيلُ النجاة ، وفي هذه الحالة سوف تُطمس الشريعة ، ويندثر الهدي ، ولن تبقى إلا الأهواء ، ولن يسلك الناس إلا مسالك الزيغ والإغواء ، من أجل ذلك أمر الله عباده بالصدق والعزم في تناولهم لأوامره قال تعالى : ( خذوا ما آتيناكم بقوة ) . . البقرة . . فمن امتثل لأمر الله كان له النجاة في الدنيا والآخرة ، مهما استهزئ به المستهزئون ، ومهما نقد سبيله المتفلسفون ، أما من تناول أوامر الله بهزلٍ ووهن عزيمةٍ ؛ فإن نصيبه من هذا الدين بمقدار ما كان من هذا الهزل وذاك الوهن ، ولن يلوم في نهاية المطاف إلا نفسه ؛ لأنه لم يأخذ أوامر الله بقوة كما أمر ، وإنما أطلق لنفسه العنان في التفريط والخور . . . ففاته من الخير ما لا عَدّ له ولا حصر ... وهذه دوماً عاقبة التمايع مع الحق !!
| |
|
magra Admin
عدد المساهمات : 692 تاريخ التسجيل : 28/03/2011
| موضوع: رد: التمايـــــــع مع الحــــــق الأحد 05 يونيو 2011, 21:17 | |
|
روعه تلك الكلمات ربنا يرزقنا قبل الموت توبه وعند الموت شهادة وبعد الموت جنه ونعيما
جزاكى الله خيرا فلفله
| |
|