فلفلة فلفلة مشرفه عامه
عدد المساهمات : 904 تاريخ التسجيل : 01/06/2011
| موضوع: فى رحاب السيرة النبوية * شق الصدر -- السبت 12 نوفمبر 2011, 23:32 | |
|
*** شق الصدر --
ظل محمدٌ صل الله عليه وسلم فى البادية حتى بلغ سن اربع سنين يحيا حياة الاعراب يتكلم لغتهم ويلبس لبسهم يشاركهم جَدهم ولعبهم يغدو فى الصباح مع اخوته بالغنم الى المراعى ويعود معهم فى المساء وكانت ظئره حليمة توصى اولادها به دوما ودائما متلهفة عليه قلبها يملؤه الخوف عليه ولا تكف عن مراقبته ولو استطاعت ان تحبسه بالبيت لفعلت وكانما تستشعر ان شيئا سيحدث له ولكن حياة البادية لا تعرف القيود وانما الانطلاق والحرية التى تستمدها من الصحراء والفضاء الرحيب وتدور الايام فى البادية لا تختلف حتى ---
وبينما كانت حليمة يوما مشغولة فى دارها ببعض الشئون اذا بولدها يأتى جريا نحو الحى صائحا ----اماه ذاك اخى القرشى قد قتل --- مرددا اياها فخرجت حليمة مسرعة نحوه وهى صارخة -- يا ضعيفاه ..... يا وحيداه ..... يا يتيماه استضعفوك ولدى فقتلوك وظلت تصرخ وتررد ما تقول حتى وصلت له صل الله عليه وسلم فوجدته ؟
قائما مُنتقعاً وجهه -- فصاحت يا بنى اراك حيا وضمته لقلبها بلهفً وخوف تغمره بحنانها ولا تستطيع منع عينها من البكاء يتبعها الحى
**يصف صل الله عليه وسلم هذه الحادثة لاصحابه فقال ::- بينما انا يوما منتبذا من قومى فى بطن وادى مع اتراب ( رفاق ) لى من الصبيان نتقاذف الجَلَة ( البعر ) اذ اقبل علينا رهط ( جماعة ) ثلاث معهم طستٌ من ذهب ملىء ثلجا فاخذونى من بين اصحابى فهرول اصحابى هربا مسرعين للحى يستصرخون القوم فعمد الىَ احدهم فاضجعنى على الارض اضجاعا لطيفا ثم شق ما بين مَفرق صدرى الى عانتى ( ما تحت السره) وانا انظر اليه لم اجد الما لذلك ثم اخرج احشاء بطنى ثم غسلها بذلك الثلج فانعمَ غسلها ثم اعادها لمكانها ثم قال الثانى::- منهم للاول تنح فنحاه عنى - ثم ادخل يده فى جوفى فاخرج قلبى - وانا انظر اليه - فصدعه ( شقه ) ثم اخرج منه مضغه سوداء فرمى بها ثم قال بيده ( اهوى بيده ) يمنةً منه كانه يتناول شيئا فاذا انا بخاتم فى يده من نور يَحارُ فيه الناظرين فختم به على قلبى فامتلاء نورا - ذلك نور النبوة والحكمة - ثم اعاده مكانه فوجدت برد هذا الخاتم دهرا ثم قال الثالث ::- لصاحبه تنح فتنحى عنى - فامَرَ يده ما بين مفرق صدرى حتى عانتى فألتأمَ ذلك الشق باذن الله ثم اخذ بيدى فانهضنى من مكانى انهاضا لطيفا ثم قال للاول الذى شق بطنى زِنه بعشرة من امته فوزنونى بهم فرجحتهم ثم قال زِنه بمائة من امته فوزنونى فرجحتهم ثم قال زنة بالف من امته فوزنونى فرحجتهم فقال فدعوه لو وزنتوه بامته كلها لرجحهم
قال عليه الصلاة والسلام --- ثم ضمونى الى صدورهم وقبلوا رأسى وما بين عينى ثم قالوا ::- يا حبيبُ لا ترَع ( تخف ) انك لو تدرى ما يُراد بك من الخير لقرت عيناك
قال عليه الصلاة والسلام ::- فبينما هم كذلك اذ اقبلت ظئرى امام الحى تهتف باعلى صوتها -- يا ضعيفاه فانكبوا على فضمونى وقبلوا رأسى وما بين عينى وقالوا ::- حبذا انت من ضعيف
ثم قالت ظئرى ___ يا وحيداه فانكبوا على يضمونى وقبلوا رأسى وما بين عينى ثم قالوا::0 حبذا انت من وحيد وما انت بوحيد.... ان الله معك وملائكته والمؤمنون من اهل الارض
ثم قالت ::- ظئرى يا يتيماه اسُتضعفت من بين اصحابك فقُتلت لضعفك فانكبوا على فضمونى الى صدورهم وقبلوا رأسى وما بين عينى وقالوا ::- حبذا انت من يتيم - ما اكرمك على الله لو تعلم ما يراد بك من الخير فوصلوا بى الى شفير الوادى فلما بصُرت بى امى ( ظئرى ) قالت ::- يا بنى اراك حيا فجاءت وانكبت على وضمتنى اليها وان يدى فى يد بعضهم وجعلت اتلفت اليهم وانا اظن القوم يبصرونهم فاذا هم لا يُبصَرون
ثم فسألتنى ظئرى ماذا حدث فاخبرتهم بامرى قال بعض القوم اصابه لمم ( جنون ) او طائف من الجن ننطلق به للكاهن لينظر اليه ويداويه فقلت ::- يا هذا ما بى شىء مما تذكرون ان ارادتى سليمة وفؤادى صحيح ليس بى قلبة ( علة ) فقال ابى من الرضاع ::- الا ترون كلامه صحيح ؟ انى لارجوا الا يكون به بأس
فاتفقوا على الذهاب بى للكاهن فاحتملونى اليه فلما قصوا عليه قصتى قال ::- اسكتوا جميعا حتى اسمع الفتى فانه اعلم بامره منكم فسألنى فقصصت عليه امرى من اوله واخره فلما سمع ، وثبَ الىَ يضمنى لصدره ثم نادى باعلى صوته ياللعرب - ياللعرب اقتلوا هذا الغلام واقتلونى معه فوالات والعُزى لئن تركتموه فادرك ليُذلن دينكم وليُسفهن عقولكم وعقول ابائكم وليُخالفن امركم وليأتينكم بدين جديد لم تسمعوا بمثله قط
فانتزعتنى ظئرى منه _ وقالت لانت اعتهُ واجنُ من ابنى هذا فاطلب لنفسك من يقتلك فانا غير قاتليه ثم احتملونى وردونى معهم فاصبحتُ مفزعا مما حصل لى واصبح اثر الشق كانه الشراك ( سير من الجلد )
وكانت تلك الحادثة حدا فاصلابين رسول الله صل الله عليه وسلم والبادية
فقد اصبحت - حليمة - ظئره واجفة القلب هالعة الفؤاد لا تطمئن على فطيمها لحظة ولا تدرى كيف تحافظ عليه بعد ما رأت وسمعت بنفسها وزاد هلعها ذلك الكاهن الذى توعد قتله اذا امكن منه فصارت تخاف ان يتمكن منه فيفتك به ولا تضمن جنونه وتخشى كذلك الرجال الذين انقضوا عليه فى الوادى فكادوا يقتلونه ولا تدرى من امرهم شىء ولا لماذا اختاروه من بين اصحابه هل هم لصوص ام قتله ام ثأر لدى ال عبد المطلب يأخذوه من هذا اليتيم وظلت حليمة نهبا للهواجس حتى صارت تترءى لها من كل جانب وتدبرت امرها وزوجها فقال زوجها انى اخشى على الغلام فلنرده لاهله فقالت حليمة -- فحملناه الى امه***
فقالت امه ::- ما ردكما به يا ظئر وقد كنتما حريصين عليه ؟ فقلنا والله .. الا والله ان الله قد ادى عنا وقضينا الذى علينا وقلنا .. نخشى الاتلاف والاحداث .. نرده لاهله فقالت ::- ما ذاك بكما فاصدقانى شأنكما ؟ فلم تدعنا حتى اخبرناها خبره ( تقول حليمة ) فقالت ::- اخشيتى عليه الشيطان ؟ كلا والله - ما للشيطان عليه سبيل والله انه لكائن لابنى هذا شائنا...... الا اخبركما خبره قلنا بلى -- قالت ::- حملت به حملا ليس قط اخف منه فرأيت فى نومى كانه يخرج منى نورا اضاءت له قصور بصرى بالشام وولد معتمدا على يديه رافعا رأسه للسماء.. فدعاه عنكما
وعاد محمدٌ -لمكة الارض التى نبتت فيها اصوله وتعمقت فيها جذوره وتفرعت بها بطائن اهله ولحضن امه التى اشتاقت له كثيرا
والى اللقاء فى رحاب السيرة النبوية ان شاء الله **** واللهم اغفر لوالدى وارحمهما واعفوا عنها عفوا وغفرانا ورحمة لا منتهى لهم الا رضاك بحق ما انت اهله يا ارحم الراحمين وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد واله وصحبه ومن تبعه ليوم يبعثون يوم لا ينفع مالا ولا بنون
| |
|