حوار بين القلب والعقل

حوار بين القلب والعقل

القلب ملكة ضعيفة متقلبة تجذبها الأهواء والشهوات،هو المضغة التي إن صلحت صلح الجسد كله وإن فسدت فسد الجسد كله.
أما العقل فهو ملكة التفكير ومصدر الحكمة والمنطق.لايتقلب إنما له مبادئ وأسس تحكم منهجه وسيرته.

فيما يلي حوار بين هاتين الملكتين حول التسيير والتخيير.ترى لمن تكون الغلبة؟؟؟

القلب: إيه،أتعبتني الحياة بتقلباتها وأتعبني صاحبي بما يفعل.أردت أن أتحكم فيه فأخسرته الكثير.لقد جعلته عبدا للهوى والشهوة وحب المال والدنيا.ولم أجعل بابا للشر إلا أولجته منه.

العقل: أنت خسرت فأخسرت وتعبت فأتعبت وعصيت فأعصيت،يا قلب هلا اكتفيت ولربك اهتديت؟

القلب: لا تتحامل علي ياعقل فما بي من وزر يكفيني

العقل: لا والله ياقلب،لقد تركتك حتى عميت فأعميت.وقد أظللت صاحبك حتى ما عاد يعرف له طريق هداية من ظلال،كفاك ياقلب تكبرا وتعنتا واسمع لنداء الحق والعقل.

القلب: ياصاحبي وهل من سبيل إلى الرشاد بعد كل هذا؟ها أنت ترى حالي وحال صاحبي.أضللته فحاد عن طريق الصواب.أذنب وعصى وجاهر ربه.فكيف يتوب ربي عليه بعد كل هذا؟

العقل: يا أخي نحن ملكتان جعلنا الله نعمة للإنسان والله سماك قلبا لأنه يقلبك كيف شاء.
أما قال تعالى:"إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا"؟فالإنسان قدره في كتاب كتبه الله منذ خلق البشرية أن لكل إمرئ من أمره مانوى،بمعنى إذا أراد خيرا فخير إلا أن يشاء غير ذلك فيبدل الذي كتب في صحيفته.وإن شرا فشر إلا أن يشاء غير ذلك فيبدل الذي في صحيفته.

القلب: أخي كيف السبيل لتغيير الحال من ذل المعصية إلى نعيم الطاعة؟أخبرني ودلني فقد تعبت.

العقل: تطهر واصلح أركانك،تعالج وتحكم في مشاعرك.كن أداة تنبيه لمالكك عندما تغويه مغريات الحياة.لا تجعله يحب ويعشق في الحرام.وجهه ليغض بصره عما لا يجوز.علمه العفة والحشمة والحياء.وجهه للخشوع.

القلب: سبحان الله.لكن هذا الأمر يحتاج وقتا طويلا. فكيف سأوفق في ذلك؟

العقل: استعن بالله ولاتخف.اعتمد علي.ستكون بخير.

القلب: حسنا.توكلنا على الله.
حوار خيالي اعتبرت فيه العقل والقلب ملكتين ناطقتين.أتمنى أن تعجبكم