فلفلة فلفلة مشرفه عامه
عدد المساهمات : 904 تاريخ التسجيل : 01/06/2011
| موضوع: رحلة المشتاق الإثنين 31 أكتوبر 2011, 21:36 | |
| [size=24]. رِحْــلَــةُ المُــشْــتَــاقِ ..
الحمد لله الذي سهل لعباده إلى مرضاته سبيلاً .. وأوضح لهم الهداية وجعل الرسول عليها دليلاً .. ورضي لهم نفسه رباً .. والإسلام ديناً .. ومحمداً صلى الله عليه وسلم رسولاً .. أحمده حمد من لا رب له سواه .. وأشكره على جزيل فضله وعطاياه .. وأشهد أن الحلال ما أحلَّه .. والحرام ما حرمه .. والدين ما شرعه .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. الملك الحق المبين .. الذي يأمر وينهى .. ويفعل ما يشاء .. وأشهد أن محمداً عبده المصطفى.. ونبيه المرتضى .. الذي لا ينطق عن الهوى .. أرسله على حين فترة من الرسل .. فهدى به إلى أوضح السبل .. أشرقت برسالته الأرض بعد ظلماتها..وتألفت به القلوب بعد شتاتها .. فصلوات الله وسلامه عليه ما ذكره الذاكرون الأبرار .. وصلوات الله وسلامه عليه ما تعاقب الليل والنهار .. أما بعد : فهذه رحلة مع مشتاق .. نعم مشتاق إلى دخول الجنات .. ورؤية رب الأرض والسماوات .. إنه حديث عن المشتاقين ..المعظمين للدين .. الذين تعرض لهم الشهوات..وتحيط بهم الملذات..فلا يلتفتون إليها.. هم جبال راسيات .. وعزائم ماضيات .. عاهدوا ربهم على الثبات .. قالوا ربنا الله ثم استقاموا .. يرون الناس عن طريق الاستقامة يتراجعون .. وهم على طاعاتهم ثابتون .. أعظم ما قربهم إلى ربهم .. ثباتهم على دينهم .. وسرعة توبتهم بعد ذنبهم .. إنهم قوم .. إذا أذنبوا استغفروا .. وإذا ذكروا ذكروا .. وإذا خوفوا من عذاب الله انزجروا .. يتركون لذة الملك والسلطان .. والمنعة والمكان .. في سبيل النجاة من النيران .. والفوز برضا الرحمن .. { فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون * أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون * أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلاً بما كانوا يعملون } .. هم بشر من البشر .. ما تركوا اللذائذ عجزاً عنها .. ولا مللاً منها .. بل لهم غرائز وشهوات .. ورغبة في الملذات .. لكنهم قيدوها بقيد القوي الكريم..يخافون من ربهم عذاب يوم عظيم.. عاهدوا ربهم على الطاعة لما قال لهم : { اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون } .. فثبتوا على دينهم .. حتى ماتوا مسلمين .. لم يفلح الشيطان في جرهم إلى خمر خمار .. ولا مخالطة فجار .. ولا سفر إلى بلاد الكفار .. الناس يتساقطون في الحرام .. وهم ثابتون على الإسلام .. فعجباً لهم ما أشجعهم .. وأقوى عزائمهم وأثبتهم .. الكل يتمنى أن يعيش عيشهم .. إن لم يتمنى ذلك في الدنيا .. تمناه في الأخرى ..
هذا خبر سلمان الفارسي .. الذي ترك العيش الهني .. والوطن الرضي .. وأنواع الشهوات .. وسافر في البلاد .. وتنقل بين ذل الخدمة .. ورق العبودية .. طلباً للهداية الأبدية .. عظم الخالق في نفسه .. واستأنس بذكره وقربه .. وتنعم بمناجاته وحبه .. فصغر ما دونه في عينه .. تعب أياماً قليلة .. أعقبته راحةً طويلة .. إذا ذكرت له الجنات .. طارت نفسه شوقاً إليها .. وتخيل لو أنه فيها ينعم .. ومن أشجارها يأكل .. وإلى خالقها ينظر .. فينسى عند ذلك شدةَ العذاب .. وجليلَ المصاب .. فلله ما أبهى ثباتهم له وقد حصلت تلك الجوائز تقسم دعاهم فلبوه رضا ومحبة فلما دعوه كان أقرب منهم ينادونه يا رب يا رب إننا عبيدك لا نبغي سواك وتعلم ولو كان يرضي الله نحر نفوسهم لدانوا بها طوعاً ولله سلموا كما بذلوا عند الجهاد نحورهم لأعدائه حتى جرى منهم الدم ولله أكباد هنالك أودع الغرام بها فالنار فيها تضرم ولله أنفاس يكاد بحرها يذوب المحب المستهام المتيم ولله أفضال هناك ونعمة وبر وإحسان وجود ومرحم ولله كم من عبرة مهراقة وأخرى على آثارها لا تقدم وقد شرقت عين المحب بدمعها فينظر من بين الدموع ويسجم فبالله ما عذر امرئ هو مؤمن بهذا ولا يسعى له ويقدم ولكنما التوفيق بالله إنه يخص به من شاء فضلاً وينعم فمن أراد السعادة الأبدية .. فليلزم عتبة العبودية .. وليكن لربه أكثرَ تواضعاً وذلاً .. يسجد بين يديه .. ويتقرب إليه .. مستجيباً لأمره .. منتهياً عن نهيه وزجره .. قال الله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } .. [/size] | |
|
همس18 شخصيه هامه
عدد المساهمات : 294 تاريخ التسجيل : 28/10/2011
| موضوع: رد: رحلة المشتاق الإثنين 31 أكتوبر 2011, 21:46 | |
| | |
|