منتديات الرحاب
منتديات الرحاب
منتديات الرحاب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ترفيهى ثقافى شامل
 
الرئيسيةاخر المشاركاتأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 هل جاهدت نفسك؟؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
?? ?????
زائر




هل جاهدت نفسك؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: هل جاهدت نفسك؟؟   هل جاهدت نفسك؟؟ Icon_minitimeالجمعة 29 أبريل 2011, 20:44

هل جاهدت نفسك؟؟

الحمد لله الموصوف بصفات الكمال، العظيم ذي الجلال، والصَّلاة والسَّلام

على النَّبي الداعي إلى الحق، وعلى آله وأصحابه أهل العزائم والصدق. وبعد:




لقد جعل الله تعالى في هذا الإنسان أسراراً من بدائع صنعه.. وقفت دونها

العقول.. وحارت فيها الألباب!


ومحاسبة هذا اللقاء تقف بك عند واحد من تلك الأسرار البديعة..


النَّفس! ذلك السر الكامن بين جوانح الإنسان.. يقوده إلى موارد شتى.. فتارة

هو داعيه إلى الخير.. وتارة يدعوه إلى الشر!


النَّفس! تلك العجيبة الفريدة!


النَّفس! بحر الأماني.. ومستودع الأسرار!


النَّفس! عدو في ثياب صديق!


(هل جاهدت نفسك؟!) ومضة من ومضات: (سلسلة المحاسبة) وطليعة في درب محاسبة
النَّفس.


أخي المسلم: أتدري ما هو جهاد النفس؟!


إنَّه: جهادٌ ويحك إن هُزمت فيه!


إنَّه: قتالٌ يحتاج إلى سلاح وعُدَّة.. وبأس شديد!


إنَّه: جهادُ عدو كامن بين جنبيك!


إنَّه جهادٌ أشد من جهاد أهل الكفر والإلحاد!


وأما معنى جهاد النفس:


قال ابن عَلاَّن: «المجاهدة: مفاعلة من الجُهْد؛ أي الطاقة، فإن الإنسان

يجاهد نفسه باستعمالها فيما ينفعها حالاً ومآلاً، وهي تجاهده بما تركن إليه».


جهادك نفسك: أن تسير بها في طريق الطاعات.. وتجنبها طرق المعاصي والشهوات..


والنفوس ثلاثة:


1- النفس الأمارة: وهي التي تأمر باللذات والشهوات، وتحض على الأخلاق الذميمة.


2- النفس اللوامة: وهي التي فيها من نور الإيمان ما ينبهها كلما غفلت فوقعتى في سيئة، فتلوم نفسها.


3- النفس المطمئنة: وهي التي اكتمل فيها نور الإيمان، فرفضت كل ذميم،

واتصفت بالصفات الجميلة.


أخي المسلم: أين أنت من جهادك نفسك؟!


أين أنت من جهاد هو فرض عين على كل أحد؟!


ألا ترى أن جهاد الكفار هو فرض كفاية، ولكن جهاد النفس فرض عين؟!


إنها نفسك! إن لم تجاهدها فلن تأمن شرها! ولتكن البداية بمحاسبتها، ومعرفة

عيوبها، ثم اسع جاهدًا في مجاهدتها ومخالفة هواها..


قال مالك بن دينار: (رحم الله عبدًا قال لنفسه: ألسْتِ صاحبة كذا؟! ألستِ صاحبة كذا؟! ثم ذمَّها، ثم خطمها، ثم
ألزمها كتاب الله تعالى، فكان له قائدًا).


وقال ميمون بن مهران: (لا يكون الرجل تقيًا؛ حتى يحاسب نفسه محاسبة شريكه، وحتى يعلم من أين ملبسه
ومطعمه ومشربه).


فيا من أردت أن تعرف عدوك من صديقك.. هل علمت أن نفسك التي بين جنبيك أول أعدائك؟!


جاء في وصية أبي بكر الصديق إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنهما لما استخلفه:

«إن أول ما أحذِّرك نفسك التي بين جنبيك!».


وقال يحيى بن معاذ أعداء الإنسان ثلاثة: دنياه، وشيطانه، ونفسه، فاحترس من

الدنيا بالزهد فيها، ومن الشيطان بمخالفته، ومن النفس بترك الشهوات).


أخي المسلم: هكذا عرف الصالحون خطورة النفس.. وأنها أقرب عدو للإنسان..

فبادروا إلى مجاهدتها قبل كل جهاد! واحترسوا من شرورها..


فما أحوج هذه النفوس إلى جهاد يردُّ عدوانها..


قال الحسن البصري: «ما الدابة الجموح بأحوج إلى اللجام الشديد من نفسك!».


* كان الأسود بن يزيد يجتهد في العبادة، ويصوم في الحر؛ حتى يخضر جسده

ويصفر! فكان علقمة بن قيس يقول له: لم تعذب نفسك؟! فيقول: كرامتها أريد!


* ولما رأت أم الربيع بن خثيم ما يلقى الربيع من البكاء والسهر، نادته: (يا بني لعلك قتلت قتيلاً؟!قال: نعم يا أماه!
قالت: فمن هو حتى نطلب أهله فيعفوا عنك؟

فوالله لو يعلمون ما أنت فيه لرحموك، وعفوا عنك! فيقول: يا أماه هي نفسي!).


أخي المسلم: لا تستحقرنَّ هذه النفس.. فكم أهلكت من خلائف! لا تزال

بصاحبها؛ تتمنى عليه الأماني.. وتدعوه إلى هواها وشهواتها.. حتى ترميه في المهالك!


وهل أهلك أهل الهوى إلاَّ تهاونهم بشرور أنفسهم؟!


فما أقلَّ فلاحك يا ابن آدم إذا أطلقت زمامك لنفسك تقودك حيث شاءت!


أيها العاقل! أي سلاح هيأته لجهاد النفس؟!


فلا تقولن: إنها نفسي.. فما أحوجك إلى عُدَّة وعتاد؛ لتخرج منتصرًا من معركة حامية!


حقًا إنها معركة حامية! فإنك تواجه فيها عدوًا كامنًا بين جنبيك!


قال إبراهيم بن علقمة لقوم جاؤوا من الغزو: (قد جئتم من الجهاد الأصغر، فما

فعلتم في الجهاد الأكبر؟! قالوا: وما الجهاد الأكبر؟! قال: جهاد القلب!).


قال ابن رجب: (وكذلك جهاد العدو الباطن، وهو جهاد النفس والهوى، فإن جهادهما من أعظم الجهاد).


أخي المسلم: إنها النَّفسّ أفنى الصالحون العمر في مجاهدتها وتهذيبها.. ولن

تجد في الأعمال أشق من جهادها!


فلا غرابة أن يكون جهاد النفس هو الجهاد الأكبر.. وأهله هم أعلى الناس مقامًا..


سأل أحدهم عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن الجهاد،

فقال له: (ابدأ بنفسك فجاهدها، وابدأ بنفسك فاغزها)


إن أقوى نصر تحرزه يا طالب النصر؛ هو انتصارك على نفسك!

فهنيئًا لك يوم أن تركز راية النصر خَفَّاقة في أرض سيطرت عليها شهوات النفس وأهواؤها!


حقًا إن أحقَّ الناس بشرف النصر؛ رجل انتصر على نفسه.. وغلب هواه..


قال عمر بن عبد العزيز: «قد أفلح من عُصم من الهوى، والغضب والطمع».


وقيل ليحيى بن معاذ: (من اصح الناس عزمًا؟) قال: (لغالب لهواه).


أخي المسلم: إذا أردت أن تكون في صف المجاهدين حقًا؛ فجاهد نفسك.. عاصيًا

لهواها.. ومائلاً عن طريق شهواتها.. فإن وُفِّقتَ إلى ذلك فأنت يومها المجاهد حقًا!


قال رسول الله r: (ألا أخبرُكُم بالمؤمن؟ من أمنه النَّاس على أموالهم وأنفسهم،

والمسلم من سَلِمَ النَّاسُ من لسانه ويده، والمجاهدُ من جاهد نفسه في طاعة الله،

والمهاجر من هَجَرَ الخطايا والذنوب) [رواه أحمد وغيره/ السلسلة الصحيحة: 549].


فنفسك يا ابن آدم عدو متربص.. وأسد ينتظر الانقضاض! وإن الحازم حقًا من

أيقظ جيش الحزم.. وأعدَّ كتائبه لجهاد النفس!


فاعلم أيها العاقل أنك لن تنتصر في أي معركة؛ إذا لم تنتصر في معركة جهاد

نفسك.. بل إن جهادك نفسك هو أصل كل جهاد!


قال ابن القيم: (ولما كان جهاد أعداء الله في الخارج فرعًا على جهاد العبد

نفسه في ذات الله كما قال النبي r: «المجاهد من جاهد في طاعة الله، والمهاجر من هَجَرَ ما نهى

الله عنه». كان جهاد النفس مقدَّمًا على جهاد العدو في الخارج...).


فافهم ذلك أيها العاقل.. وابدأ بنفسك فاغزها قبل كل غزو.. وجاهدها قبل كل جهاد..



فيا طالبًا غرف الجنان.. ويا خاطبًا حورها الحسان.. الزم جهاد النفس تفُزْ بتلك الجنان..


أما سمعت

أن الله تعالى قال في كتابه العزيز: }وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى{
[النازعات: 40، 41].


قال ابن بطال: (جهاد المرء نفسه هو الجهاد الأكمل، قال الله تعالى: }وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ
الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى{

ويقع بمنع النفس عن المعاصي، وبمنعها من الشبهات، وبمنعها من الإكثار من الشهوات

المباحة، لتتوافر لها في الآخرة).


أخي المسلم: إنك في زمان كثرت فيه الفتن.. وسيطرت الشهوات على النفوس.. واختلطت الحسنة

بالسيئة.. فما أحوجك أيها المسلم أن تتفقد نفسك.. وتلجمها بلجام الدين.. وتحرِّكها بسوط المحاسبة..


فما أسعدك بالطاعة في زمان تلك صفته!.. ولمن رزُق ذلك الشَّرف أتت بشارة النبي r.


قال النبي r: «العبادةُ في الهَرْج، كهجرة إليَّ!» [رواه مسلم].





قال النووي: (المراد بالهَرْج هنا الفتنة، واختلاط أمور النَّاس وسبب كثرة فضل العبادة

فيه؛ أن الناس يغفلون عنها ويشتغلون عنها، ولا يتفرع لها إلاَّ أفراد).


أخي المسلم: إن النفس تحب هواها ورغائبها.. يعجبها أن تسير طليقة.. لا حاجز يحجزها عن

رغبتها.. وإن الموفق من ألجمها بلجام الحق.. وجاهدها بسيف الطاعات.. وحاسبها

محاسبة الغريم لغريمه..


قال محمد بن المنكدر: (إني خلفت زياد بن أبي زياد مولى ابن عياش وهو يخاصم نفسه في المسجد،

يقول: أين تريدين؟! أين تذهبين؟! أتخرجين إلى أحسن من هذا المسجد؟! انظري إلى ما

فيه، تريدين أن تبصري دار فلان، ودار فلان، ودار فلان؟! قال: وكان يقول لنفسه:

ومالك من الطعام يا نفس إلاَّ هذا الخبز والزيت! ومالك من الثياب إلا هذان

الثوبان! ومالك من النساء إلاَّ هذه العجوز! أفتحبين أن تموتي؟! فقالت: أنا أصبر على هذا العيش!).


أخي المسلم: لقد كانت تلك محاسبة رجل من الصالحين لنفسه.. ومجاهدة صادقة للنفس..

ونصرًا حاسمًا على هوى النفس.. إنها معركة لا يفوز فيها إلاَّ أولئك الصادقون؛

الذين جاهدوا أنفسهم جهادًا لا يعرف الهدنة!


فهنيئًا لكل فائز في معركة جهاد النفس.. ويا لبشراه بهذا النصر العظيم!


* لقد كان رسولنا r؛أكمل الخلق جهادًا.. وأعلاهم درجة في كل فضيلة.. ومع أنه r قد

غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؛ فقد كان أكثر الخلق اجتهادًا في العبادة.. ومثابرة على الطاعات..


عن المغيرة بن شعبة t أنالنبي rصلَّى حتى انتفخت قدماه! فقيل له: أتَكَلَّفُ هذا وقد غفر الله لك ما تقدَّم من

ذنبك وما تأخر؟! فقال: «أفلا أكون عبدًا شكورًا؟!» [رواه البخاري ومسلم].


وبرسولنا r اقتدى الصالحون.. وعلى رأس هؤلاء الصالحين صحابة رسول الله r

رضي الله عنهم وسادة التابعين، ومن جاء بعدهم من أولئك الكوكبة من صالحي الأمة..


* كان ابن عمر إذا فاتته صلاة في جماعة أحيا تلك الليلة، وأخّر ليلة صلاة المغرب، حتى طلع

كوكبان، فأعتق رقبتين!


* قال أبو الدرداء t: «لولا ثلاث ما أحببت العيش يومًا واحدًا: الظمأ لله بالهواجر، والسجود لله في جوف الليل،

ومجالسة أقوام ينتقون أطايب الكلام كما يُنْتَقى أطايب التمر!».


* وقال ثابت البناني: (أدركت رجالاً كان أحدهم يصلي فيعجز عن أن يأتي فراشه إلاَّ حبوًا!).


* وكان أبو مسلم الخولاني قد علَّق سوطًا في مسجد بيته يخوف به نفسه، وكان يقول لنفسه: (قومي

فوالله لأزحفنَّ بك زحفًا حتى يكون الكلل منك لا مني!). فإذا دخلت الفترة تناول

سوطه، وضرب به ساقه! ويقول: (أنت أولى بالضرب من دابتي!).


* ودخل رجل على داود الطائي، فقال له: (إن في سقف بيتك جذعًا مكسورًا). فقال: (يا ابن أخي إن

لي في البيت منذ عشرين سنة، ما نظرت إلى السقف!!).





* وكان كهمس بن الحسن يصلي كل يوم ألف ركعة، ثم يقول لنفسه: (قومي يا مأوى كل شر!) فلما ضعف

اقتصر على خمسمائة، ثم كان يبكي، ويقول: (ذهب نصف عملي!).


أخي المسلم: هذه باقات من سير الصالحين.. ونفحات من أريج العارفين!


أُناسٌ عرفوا مواطن السعادة.. ومنازل الخيرات.. فعاشوا تحت ظلال الطاعات.. وتقلَّبُوا في

رياض الصالحات! فحاسب نفسك أيُّها العاقل: أين أنت من جهاد النفس؟!


هل جاهدت نفسك؟!


كيف أنت إذا دعتك نفسك إلى أمر فيه هواها؟!


هل أنتحينها من العاصين لها؟ أم أنت من المسارعين إلى هواها؟!


ما أشد حاجتك أيها الإنسان إلى عزم تُشْهِرُهُ سيفًا على هوى النفس وشهواتها!


وأولى هذه المحطات: أن تقف بها عند الأمر والنهي، فتأتمر بما أمرك الله

تعالى، وتنتهي عن نواهيه.


ثانيًا: عوِّد نفسك عصيانها، ولا تُعطها مُناها فيما أحبَّت أو كرهت، تنقاد لك.


ثالثًا: حاسب نفسك.. وتفقَّد صحيفتها، ولا تهمل حسابها فإنك إن حاسبتها رجعت من قريب..


رابعًا: ولا تنْسَ أن تستصحب معك سلاح الصبر، فإنه سلاح قوي في مجاهدة

النفس، فعليك بالصبر في الأمور كلها (


وأخيرًا أخي المسلم: فإن جهاد النفس أمره عظيم، وهو حتم على كل مسلم؛ ليكون

من الفائزين بسعادة الدارين..


وفقني الله تعالى وإيَّاك إلى مرضاته.. وجعلني وإيَّاك من الفائزين بنعيم جنَّاته..


والحمد لله تعالى، والصَّلاة والسَّلام على النَّبي محمد وآله والأصحاب..








الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هل جاهدت نفسك؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» هنعمل ايه لو لقيت نفسك في الموقف دة؟
» علّم نفسك قبل تعليم غيرك !

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الرحاب :: المنتديات العامه :: الشريعه والحياة-
انتقل الى: